لماذا المرأة أصبحت لا تصغي للرجل؟

اسمعيني يا امرأة 

كثيراً من النساء يشكون من أن رجالهن لا يسمعونهن، وهناك الكثير من الكتبو الأراء  حول هذا الموضوع، وكأن الرجل مخلوق لا يملك أذنين، وكأن هذه المرأة التي تشتكي من أنّ الرجل لا يسمعها، تسمعه حين يتوجه إليها . بكل أسف، المشكلة مشتركة. فكما يوجد رجل لا يسمع المرأة، توجد امرأة لا تستمع للرجل. وبكل أسف النسبة زادت الآن، والمرأة بدأت تعاند، فقط من منطلق الاعتقاد بأنها أصبحت قوية، لأن عندها راتباً

المرأة الآن أصبحت لساناً أكثر من كونها أذنين. وهناك حالة عند كثير من النساء، وهي إجادة فن المقاطعة فالرجل يجلس معها وحدها، أمام أطفاله، أو أمام أهله وأهلها، أو أمام ناس آخرين، وما إن يفتح فمه ليقول شيئا حتى تقاطعه، سواء بقطع حديثه أم بانتقاده أم بتصحيح القصة التي يريد أن يقولها ولنا أن نتصور موقفه الصعب إزاء ذلك.

 هناك نساء في هذا الزمن بلغ بهنَّ الأمر حد السخرية من كلام الرجل والاستهزاء به، ونقده بطريقة غير لائقة. ولو تكلم وأراد توضيح الوجع الذي هو فيه، بسبب سلوكها، تواجهه إما بالبكاء أو بالاستهزاء أكثر أو أيضاً بالغضب. بالطبع، بعض النساء يقلن إنهن يقمن بما يقمن به، لأن الرجال يفعلون معهنَّ الأمر نفسه، وبالتالي فإن تصرفهن هو من قبيل المعاملة بالمثل. لكنني أرد على هذه الحجة بالقول: «لا تَنْه عن خُلق وتأتي مثله». فإن كان القصد تعذيب الرجل وإيذاءه، كرد فعل على تصرف مؤلم قام به، فمن المؤكد أنّ هذا السلوك غير حميد وغير جيد وغير جائز المرأة التي لا تسمع، بل تُعلِّق فقط وتنتقد، لا تدري أنها تخسر. فالرجل لديه طاقة على الصبر، لكن هذه الطاقة تُستنفد عند حدٌ مُعيَّن، ولا يبقى أمامه سوى الإنفجار العنيف أو الانتقام بالتوجه إلى امرأة أخرى تستمع له وتتحدث معه بأدب وبلباقة.

 الرجل والمرأة على حد سواء، يحتاج كل منهما إلى أن يُعامله الآخر بما يُسعده ويريحه. ولعل حاجة الاستماع هي الحاجة الأهم. الرجل يحتاج إلى أن تستمع المرأة له وتحترمه، وأن تستمع لآلام بدنه وآلام فكره. إنه يحتاج إلى أن تسمع المرأة قلقه في العمل ومشاكله مع أصدقائه.

كذلك، هو يحتاج إليها لأن تسمع قناعاته و أفكاره وتطبّقها. يُريدها أن تسمعه حين يقول أريد هذه الملابس ولا أريد تلك الملابس». فهذه  اختيارات تُمثل له حاجة رئيسية. لكن، بكل أسف، امرأة هذا الزمن تعيش بهاجس أنها الوحيدة والأقْدَر على معرفة الموضة، وماذا يجب أن يلبس وحتى ماذا يجب أن يأكل وكيف يتكلّم.

 إن هذا السلوك فيه عدم احترام للرجل. وهذا يعني عدم احترام المرأة لذاتها. ثم إنَّ الأمر قد يؤدي إلى تعب نفسي ورغبة في الانتقام، تأتي بالشكل الذي يُؤلم المرأة بالطريقة الأكثر قسوة، وهي توجه الرجل إلى امرأة أخرىفافتحي أذنيك، واسمعي ما يُريد زوجك أن يقوله، واحترمي رغباته، لكي يُبادلك الاحترام بالاحترام.

 حافظي على أنوثتك

كوني أنثى، لا تصدقي مقولة أنك إمرأة بمائة رجل و كوني نفسك فلست رجلا. اللواتي يطبلن بالمساواة بين الرجال و النساء فقد فقدن البوصلة و لم يعتدن السير في المسار الصحيح للبشرية. الرجل يبقى رجل و المرأة تبقى إمراة، المراة هي الأنوثة و الخجل و الحياء، هي الأم و هي الأصل و هي المربية، هي سيدة البيت التي تربي الأجيال و هي السند لزوجها و هي النصف العاطفي للذكر، فهو يحتاج لها في حذيثه كما في صمته، يحتاج منها التفهم و الإحترام و الطاعة. يحتاج منها أن تعترف له بحمايته لها و بسنده القوي لها و بوجوده داخل حياتها.  "أنت امرأة، لا تصدقي دعوات أحد أنك رجل، هذا ليس مدحا. من يخبرك أنك أقوى من الرجال لا تصغي إليه، أنت قوية لأنك أنثى". 


تعليقات