كيف أختار الألعاب المناسبة لطفلي؟


 

ماهي اللعبة المناسبة لعمر طفلك؟ هل يجب شراء كل ما هو جديد في سوق الألعاب؟ و ما هي المعايير التي على الأسرة تتبعها أثناء شراء ألعاب الأطفال؟. هناك العديد من ألعاب الأطفال تغرق الأسواق بألوانها المختلفة و مميزاتها المتنوعة، فمنها من يصدر الأصوات، و منها من يصدر حركات بهلوانية، و منها الربوتات المتنوعة ... " منبر المرأة " يقدم إليك أهم النصائح لاختيار اللعب المناسبة لكل عمر، و أيضا أهم الإرشادات التي تتيح لك الاستفادة قدر الإمكان من الأوقات المميزة التي تمضينها مع طفلك.

مواصفات يجب توفرها في ألعاب الأطفال  حسب السن

قبل إتمام 6 أشهر:

على الأم في هذه المرحلة من عمر الطفل أن تشتري لطفلها ألعاب يستطيع الإمساك بها و النظر إليها، و أن تنوع بين الألعاب ، فتكون بعضها ذات ألوان مختلفة و جذابة، و أخرى تصدر أصواتا مختلفة تجذب انتباه الطفل، و يمكن للأم أن تضع بعض من اللعب فوق رجليها ليصل إليها الطفل.

يحتاج الطفل في هده المرحلة من العمر لبعض الألعاب المصدرة للأصوات مثل " الشخشيخة" لأصواتها المعروفة و التي تشد انتباه الطفل، كذلك بعض الكرات من الصوف و الكرات البلاستيكية الناعمة الملمس التي لا تخدش الطفل.



من السنة إلى السنتين:

يجب أن تلبي الألعاب طبيعة الطفل المحبة للاكتشاف مثل الكتب البلاستيكية ذات الصور الكبيرة، المكعبات، الألعاب ذات الخيط المطاطي، التلفون و الألعاب الموسيقية و التعليمية.

اختاري لطفلك الكتب ذات القصص القصيرة، اللوح و الطبشور، أقلام تلوين غير سامة، أدوات منزلية، الدراجة ثلاثية العجلات أو السيارة.

من 3 سنوات إلى 7 سنوات:

من المعروف أن نمو الطفل بين الثلاث و السبع سنوات يكون سريعا، و أحد اهتماماته الرئيسية هو تقليد الراشدين و اكتشاف كل ما يحيط به، و اللعبة الجيدة و المفيدة هي التي تنشط مخيلته.

من الأفضل شراء ألعاب ترافقه لفترة طويلة من الوقت، و التي يجب أن تساعده على تطور إحساسه في التوازن و قدراته الجسدية و مهاراته اليديوية و اتساق حركاته، دون أن ننسى الألعاب التي تنشط قدراته الذهنية و تساعد على تطويرها ( مع العلم أن كل الأطفال يولدون فطريا بقدرات ذهنية هائلة).

تلاحظ الأم أحيانا أنه يلعب دور الطبيب أو البائع أو الأب أو الأم و غيرها ... لذا فإن الألعاب المجسمة كالدمى الصغيرة و البيوت أو أدوات المطبخ و غيرها من الألعاب تساعد الطفل على تطوير مخيلته.

أهم النصائح لاختيار اللعب المناسبة لعمر طفلك



يحتاج الطفل كي يلعب إلى الوقت و المساحة و الألعاب و الشركاء، و لكن هذا وحده لا يكفي. فالطفل أيضا في حاجة إلى أن يكون موجودا في محيط أمن، حيث يكون للعب قيمة، أي أن الأهل يدركون أهمية اللعب لنمو الطفل الجسدي و الفكري و الاجتماعي.

المكان الذي يلعب فيه الطفل يجب أن يكون فيه بعض الحركة و الضجيج، لاسيما أن متعة اللعب تظهر ببعض المثيرات مثل الضحك و الحركية.

اللعب في الهواء الطلق في المتنزه أو في حديقة المنزل مهم جدا للطفل، فهذا النوع من اللعب يمنحه تجارب جديدة، فمثلا يخترع قالب حلوى من الرمل، يتعرف إلى أجسام جديدة، و يتدحرج و يتزحلق، فضلا عن أن بعض الألعاب يصعب القيام بها في المنزل، فيما يقوم بها في الخارج بسهولة مثل الجري و القفز و اللعب بالكرة..

ليست كمية الألعاب هي المهمة بل تنوعها، لذا فإن الألعاب المنزلية هي أيضا تغني قدرات الطفل الفكرية و الجسدية مثل الألعاب الموجودة في المتاجر التي يجب أن تسمح له بالحركة و استعمال اليدين، و التركيز و التخيل و التعبير، و التفاعل مع الآخرين، و تثير فضوله في مختلف مراحل العمر.

نصائح عامة للاستفادة من أوقات مميزة مع طفلك



لكي يهتم الطفل بلعبة الخشخيشة، يفترض  ألا يكون جائعا أو متعبا أو يشعر بالنعاس. و هذا ما يحد من الأوقات المناسبة خلال الأشهر الأولى. فقبل الرضاعة، يكون عاجزا عن التركيز. و بعد الرضاعة، يشعر بالشبع و الاسترخاء و يريد النوم... لكن في المقابل، تعتبر أوقات الاستحمام و تبديل الحفاضات من الأوقات المناسبة للعب.

حين يكون الطفل على سجادة الاكتشافات، إلعبي معه، بدل الاستفادة من هذا الوقت الهادئ لترتيب غرفته. و عند منحه تركيبات مختلفة للمسها، و تعليمه كيفية الإمساك ببعض الأشياء أو اللعب بها، و النظر معا إلى الألوان.

اللعب مع الطفل يعني أيضا إنشاد أغنية ناعمة له، أو نشيد جميل، أو قراءة القران الكريم له، و التلاعب بكثافة الصوت، و مرافقة الحركات مع الكلمات، و تحريك الأصابع على شكل الدمى المتحركة، و تحريك ذراعيه على طريقة الفراشة..

خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل يتميز اللعب معه بالهدوء و الملاطفة مثل اللمس و المحادثة. فعندما يكون الوالد مع طفله يريد فقط الحصول على متعة وجوده معه، و سعادته الكبرى أن يرى ابتسامة طفله، فيما الأم تلعب معه بهدف تربوي إذ تريد أن تعلم طفلها أمورا كثيرة.

اللعب مع الأب يحفز النشاطات الجسدية و حركة الأعضاء الكبرى و السيطرة على الأوضاع، و التعاون و الابتكار عند الطفل. فيما يلعب الطفل مع الأم ألعابا أكثر هدوءا تقوي حركة أعضائه الدقيقة و اللغة و الخيال و تلقنه الكثير من الأمور العاطفية. إذا لعب الأب و لعب الأم عالمان مختلفان و لكنهما متكاملان يوفران للطفل نشاطات تتكامل في ما بينها لأنها تغني تجاربه و قدراته التعلمية.

أظهرت دراسات نفسية أن الأم و الأب لا يلعبان بنفس الطريق مع الأطفال، و هذا التمايز في اللعب يغني شخصية الطفل و يساعد في نموه الفكري و الجسدي معا، لذا من المهم جدا احترام الاختلاف في طريقة اللعب بين الوالدين، و تجنب طلب أحدهما من الأخر اللعب مع الطفل بالطريقة نفسها التي يلعب معه بها.



ختاما، لا ندري حقيقة إذا كان اللعب شيئا مفروضا على الأطفال بطريقة ما لمساعدتهم على تنمية قدراتهم أو التعرف على المحيط و الاندماج معه. تشير عدة دراسات بأن المواليد تأتي إلى هذا العالم بقدرات استثنائية وبفطرة طبيعية تخول لهم استعمال جميع الحواس التي خلق الله لنا لكن طريقة التعامل المحدودة من خلال الألعاب و تربية الوالدين تحد من هده القدرات و الحواس و يبقى الطفل رهينة الحواس الخمس و جزء قليل جدا من القدرات الذهنية التي يحتاجها للتعامل مع المحيط المحسوس. بينما الكم الهائل من القدرات الحسية و النفسية و الذهنية يتم كبحها، و ربما هذا هو السبب الذي من أجله تم خلق عالم الألعاب الذي يتسبب في تيهان الأطفال و صرفهم عن عيش العالم الحقيقي.

تعليقات