تعتبر التغذية هي المصدر رقم واحد لجميع
الأمراض التي تصيب الإنسان، فنحن نتناول على الأقل ثلاث وجبات في اليوم و بالتالي
إذا كانت هذه الوجبات تحتوي على عناصر غذائية غير منتظمة و خالية من المنافع
الغذائية، فإن الجسم يكون عرضة لعدة أمراض. في هذا المقال سنتحدث عن أفضل ما يمكن
للناس تناوله خلال وجباتهم اليومية.
أفضل الخضار:
القرنبيط و بقية الخضار من الفصيلة الصليبية:
البروكولي، القرنبيط، الملفوف، الكرنب و
غيرها من خضار الفصيلة نفسها غنية بمادتين فاعلتين جدا في مكافحة السرطان و هما :
سولفارفان إندول كاربيول 3 ، و تساعد هاتان المادتان الجسم على تنقية نفسه من بعض
المواد المسرطنة، و تساعدان على كبح عملية تحول الخلايا ما قبل السرطانية إلى
أورام خبيثة، و هما تحثان الخلايا السرطانية على تدمير ذاتها و تكبحان نمو
الأورام. و أفضل طريقة لتحضير هذه الخضار هي بطبخها لفترة قصيرة على البخار، أو
بتقليبها بسرعة على النار مع القليل من زيت الزيتون. و يجب تفادي سلق الملفوف و
البروكولي، لأن عملية السلق تقضي على المواد المضادة للسرطان.
الثوم، البصل، الكراث:
العناصر الكبريتية الموجودة في هذه الفصيلة
من الخضار تساعد على قتل الخلايا سرطان القولون، الثدي، الرئة و البروستاتا. كذلك أظهرت
الدراسات أن خطر الإصابة بسرطان الكلية و البروستاتا ينخفض لدى الأشخاص الذين
يكثرون من تناول الثوم. و يتم إطلاق المواد الفاعلة في الثوم عند هرسه، و يسهل على
الجسم امتصاصها إذا كانت ممزوجة بالقليل من الزيت ( زيت الزيتون). يمكن تقليب
البصل و الثوم المقطع على النار مع القليل من زيت الزيتون لمدة قصيرة، ثم إضافتها
إلى خضار محضرة على البخار و إضافة القليل من الفلفل الأسود و الكركم إليها للحصول
على طبق صحي جدا. كذلك يمكن تناول الثوم و البصل و الكراث نيئة مع السلطات، أو
داخل الشطائر المتنوعة.
أفضل التوابل
الزنجبيل:
مضاد قوي للالتهابات و يكافح بعض أشكال
السرطان و يساعد على إبطاء نمو الأورام. كذلك يساعد احتساء نقيع الزنجبيل على التخفيف من
الغثيان الناتج عن الخضوع للعلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة. يمكن إضافة
الزنجبيل المبشور الطازج إلى أطباق الخضار المطبوخة أو سلطة الفاكهة. كما يمكن
تحضير نقيع منه بإضافة شرائح رفيعة من قطع الزنجبيل الطازج طولها 2 سنتيمتر إلى
كوب من الماء المغلى و تركها منقوعة لمدة تتراوح ما بين 10 و 15 دقيقة، ثم احتساء
النقيع باردا أو حارا.
الكركم:
واحد من أكثر البهارات قوة في مكافحة
الالتهابات. و هو يسهم في قتل الخلايا السرطانية و يكبح نمو الأورام، كما يعزز من فاعلية العلاج الكيميائي. و أظهرت
بعض الأبحاث أن الكركم يكون أكثر فاعلية عندما يتم مزجه مع الفلفل الأسود و الزيت(
زيت الكانولا أو الزيتون)، لذلك من الأفضل تناوله كذلك، بمعدل ملعقة صغيرة من
الكركم لكل ملعقة صغيرة من زيت الزيتون و رشة كبيرة من الفلفل الأسود. يمكن إضافة
هذا المزيج إلى أطباق الخضار أو الحساء أو السلطة. أما الأشخاص المصابون بالسرطان
فيستحسن أن يتناولوا ملعقة كبيرة من الكركم، و في إمكانهم مزجها مع العسل للتخفيف
من طعمها المر.
أفضل مصادر البروتين
فول الصويا:
غني جدا بمواد تدعى إيزوفلافون، و هي تحول دون
نمو الأورام، و تكبح استثارة الهرمونات الجنسية، مثل الأستروجين و التستوستيرون،
للخلايا السرطانية. و من المعروف أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي في صفوف النساء
الأسيويات اللواتي يأكلن فول الصويا منذ المراهقة، أقل بكثير من نسبتها في بقية
الدول. كذلك، فإن سرطان الثدي عندما يصيب النساء الأسيويات يكون أقل خطورة و أقل
تسببا في الوفاة. و تجدر الإشارة إلى أن الدراسات أظهرت أن تناول هذه
الأيزوفلافونات على شكل أقراص قد يفاقم بعض أشكال سرطان الثدي. أما تناول فول
الصويا كاملا على شكل طعام فلا يؤدي إلى ذلك. يمكن تناول الصويا الكامل عن طريق
إضافته مطبوخا إلى الحساء أو اليخنة، كما يمكن الاستعاضة عن حليب البقر بحليب
الصويا، إضافة إلى تناول مشتقات الصويا مثل التوفو، التمبه، و حساء الميزو.
الأسماك الدهنية:
تبين أن خطر الإصابة بالعديد من أشكال السرطان
يتراجع بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين يتناولون السمك مرتين على الأقل أسبوعيا. فقد
أظهرت دراسات عدة أن أحماض أوميغا-3 الدهنية الموجودة في الأسماك، أو في أقراص زيت
السمك ذات النوعية الجيدة، تساعد على مكافحة الالتهابات، و تسهم في كبح نمو
الخلايا السرطانية في عدد كبير من الأورام في الرئتين، الثدي، القولون، البروستاتا
و الكليتين. و يستحسن تناول الأسماك مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، مع الحرص على
اختيار الأسماك صغيرة الحجم مثل الأنشوفة، الإسقمري الصغير، السردين ( بما في ذلك
السردين المعلب، شرط أن يكون محفوظا بزيت الزيتون و ليس بزيت دوار الشمس الغني
بأحماض أوميغا-6 التي قد تزيد من حالات الإلتهابات). و تجدر الإشارة إلى أن لحم
الأسماك الصغيرة يحتوي على نسبة أقل من المواد السامة الموجودة في البيئة البحرية
مثل الزئبق. كذلك فإن السالمون الحر الذي ينمو في محيطه الطبيعي ( خارج مراكز
تربية الأسماك) يعتبر مصدرا مهما لأحماض أوميغا- 3 الدهنية، و تكون مستويات المواد
السامة فيه غير مرتفعة و مقبولة. و يجب قدر الإمكان اختيار الأسماك الطازجة عوضا عن المثلجة، لأن فاعلية أحماض أوميغا-3
الدهنية تتراجع مع الوقت.
أفضل الفواكه
الحمضيات:
البرتقال، المندرين، الجريب فروت و بقية
الحوامض تحتوي على مواد مضادة للالتهابات هي فلافونواد التي تعزز قدرة الكبد على
تنقية الجسم من المواد المسرطنة. و أظهرت الدراسات أن بعض المواد الموجودة في قشور
المندرين كالنوبليتين و التنجرتين قد تساعد أيضا في عملية القضاء على الخلايا
السرطانية في الدماغ. من المفيد إذن إضافة رشة من قشور الحمضيات ( الناتجة عن
الزراعة البيولوجية لتفادي وجود المبيدات في القشور) إلى أطباق السلطة أو رقائق
الحبوب. كذلك يمكن تحضير نقيع من هذه القشور في مياه ساخنة، أما الثمار نفسها فيجب
تناولها حال تقشيرها.
ثمار العليق:
الفراولة، التوت الأسود، التوت البري،
العنبية و غيرها من الفواكه الحمراء الصغيرة تحتوي على حامض أيلاجيك و على كمية
كبيرة من البوليفينولات التي تكبح نمو الأورام. و تبين أن نوعين منها و هما أنثوسيانيدين
و براونثوسيانيدين يساعدان في القضاء على الخلايا السرطانية. يمكن إضافة ثمار
العليق المتنوعة إلى طبق رقائق الحبوب الكاملة (أفضلها تلك التي تحتوي على
الشوفان، الشعير، بذور الكتان، الجاودار، النخالة و الحنطة) مع حليب الصويا في
وجبة الصباح. و إذا لم تتوافر ثمار العليق طازجة، فيمكن تناولها مثلجة، فعملية
التجميد لا تؤثر في فاعليتها.
أفضل الحلويات
الشوكولاتة السوداء:
تعتبر من أنواع الشوكولاتة التي يشكل الكاكاو
70% من محتوياتها، توفر
لنا الكثير من مضادات الأكسدة و البوليفينولات. و الواقع أن مربعا واحدا من هذا
النوع من الشوكولاتة يحتوي على نسبة مضادات الأكسدة نفسها، الموجودة في كوب من
الشاي الأخضر المحضر بشكل جيد. و تساعد المواد الموجودة في الشوكولاتة السوداء على
إبطاء نمو الخلايا السرطانية و تكبح نمو الأوعية الدموية التي تغذيها. يمكن تناول
مربعين من الشوكولاتة السوداء يوميا. أما الشوكولاتة بالحليب فهي ليست خيارا جيدا
لأن الحليب و مشتقاته تبطل مفعول البوليفينولات في الوقاية من السرطان.
كان هذا أبرز ما جاء في أبحاث الدكتور
الأمريكي دافيد سيرفان شرايبر، الذي بسبب إصابته بسرطان الدماغ، قام بعدة أبحاث للوقوف على أهمية الغذاء في الوقاية و
العلاج من السرطان. لكن يجب أن ننتبه جيدا إلى نظامنا الغذائي الذي يجب أن يكون
صحيا و خاليا من المعلبات، المصنعات، السكاكر، التدخين و الخمور، السكر الأبيض و
الدقيق الأبيض المدعم لكي تعمل فينا التغذية بطريقة سليمة.




.jpg)




